
من المؤسف أن يتم تداول الإحترام كمظهر معين , خطاب بأسلوب معين , لائحة مصطلحات معينة , مايتداول بشكل محدود أنه إحترام , تصرف محترم , الإحترام أصبح ملصقات توضع حسب معايير معينة لما هو الإحترام ... لا أعتقد ذلك .
التدخل في تفسيير النوايا والأفعال يقتل الود , يقتل السلام , تفسيير النوايا بإفراط هو مرض نفسي مزمن , ناتج عن شخصية ضعيفة مهتزّة لا تثق بشيء ولا بأحد , تكشّر عن أنيابها وترتدي التطرف الفكري بشكل واضح , ومع ذلك تعتنق كل مايبدو عليه أنه (محترم*) .
الحقيقة الوحيدة عن الإحترام هو تعدد أشكاله , حسب الثقافات وإختيارات الناس , التنوع هو طبيعة العالم ونحن كجزء من هذا النظام المتنوع والمختلف , فنحن أيضا نختلف ونتنوع , شأننا شأن كل الكائنات الحية , بكل فصائلها , تشاركنا في هذه الحياة , الحياة التي لاحصر لأشكالها وأنواعها وعمرها ...
الإحترام يوضع في عدة أشكال , في الإبتسامة , في الصمت , في الكلام , في الدموع , في التفهّم والتفاهم , في كل مبادرة نقدم عليها لتفادي الصراع , والأذيّة هي إحترام خالص .
إحترام الحق يجبرك على المحاربة لأجله , وإحترامك للمحاربة يجبرك أن تحارب بإحترام , أي لا تتعدى حدودك وتأذي إنسانية أحدهم في دفاعك عن حقك أو حق جماعتك أو غيرك , عندما تفقد إحترامك كمحارب, تتحول لمتطرف , غبي , لا فائدة منه سوى خلق وتعقيد المشاكل .
الإحترام هو أن تحفظ كرامتك كبشر , وكرامة من هم حولك , ليس فقط من البشر .
ولأن الإحترام عظيم جدا , متنوع جدا , و جميل جدا , يغيب عن طبيعتنا البشرية الغاضبة والساّمة كثيرا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق